الثلاثاء، 5 يوليو 2016

ما بعد كل خبر متفجر


لست هنا بصدد الحديث عن التفجير
بل عن بعض مشاعري في محاولة للتبرير عن النسيان الذي يأتي لاحقاً في محاولة للتخفف  ..

فأنا الهاربة من القنوات الأخبارية ..
والتي تتجمد خلال العزاءات ..
والتي تنهمر دموعها حين مشاهدة الأفلام الحزينة والروايات ..

أنا التي تنسل من وحشية العالم إلى هدوء العالم الافتراضي - ولم يعد كذلك -
فقد أصبحت تدهمنا الأخبار السيئة على فترات متباعدة ثم أقرب فأقرب ..
نهرب من خبر ما حتى نفاجأ بخبر أسوأ منه ..
مع كل خبر موت ، أشعر وكأن جزءا بداخلي يموت - بشكل لا شعوري في محاولة ﻹبعاد كل هذه الوحشية - وبشكل أناني ..

 الحزن أناني ، نحزن قليلا ... ثم ننسى ..
الاخبار أنانية ، تأتي متتابعة ، لتشتت الحزن ..
التاريخ أناني ، يعيد نفسه بشكلي دموي ..

الأمس كمثال  والموافق 29 رمضان 1437 هـ
بعد أن افطرت مع عائلتي فتحت جهازي المحمول وفتحت " التويتر " لمعرفة هل سيكون العيد غداً- أي اليوم - أم اليوم الذي يليه ..
فصادفتني عبارات .. تفجير .. مسجد .. في القطيف ..
وكانت في صباح اليوم نفسه عبارات .. تفجير .. قنصلية .. في جدة ..
وفي أثناء تحليلي لهذه العبارات إذا بصورة للمسجد النبوي وصورة لدخان متصاعد .. وبجانبها عبارات تفجير .. - كان الخبر كصاعقة - ..
حين شاهدت تلك الصورة كانت تتسارع في رأسي عبارات عن ( أهوال القيامة - نار من الحجاز - وغيرها من العبارات المفزعة ..

بدأت بالكتابة .. الدنيا ليست بخير ..وكل هذا الكم الهائل من التفجير في يوم واحد ..
كل هذا الكم من الغباء وغسيل الأدمغة .. كل هذا الكم من الكراهية .. من الوحشية ..من القتل ..
والأمر من ذلك كله الذين يبروون التفجير في مكان ما دون آخر فتارة يقولون " كافر - شيعي - امريكي - الخ ..ثم يستنكرونه في مكان آخر ..هنا خلل ما ..
لا مبرر ، ولا دين للإرهاب ..
بأي وعود يقتلون - أهو الوعد بالجنة والحور العين والقرب من رسول الله - فكيف بمن فجر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا بماذا وعدوه !! هل من أسباب أخرى ؟؟ .. أم أنها الكراهية حيث تعمى القلوب والأبصار ..

لحظة صمت ..
إلى هيلة - التي تناوب على طعنها حتى الموت ابنيها - رحمك الله ..
إلى الشهداء ضحايا الإرهاب رحمكم الله وصبر أهاليكم ..
حزننا لا يليق بكم ..

شعور بالكآبة ، ثم هرب ..
إلى المكتبة - حيث استرددت بعضا من مزاجي ، ولكن أحدا لم يعد إلى الحياة ..
جلست بعدها مع أختي في محاولة للابتهاج ،
و كنا نتفرج على أحد مسلسلاتي المفضلة " Greys Anatomy " وكنوع من الرسائل الخفية كانت الحلقة عن التفجير بأحد المراكز التجارية ..
مشهد أول : كمية من الفزع ، الدماء ، الدموع .. ولكن كان هناك الصامدون المنقذون " الدكاترة ، الممرضون ، المسعفون ، الشرطة ، المتطوعون .. الخ "

مشهد ثاني : في نهاية اليوم وفي إحدى زوايا المستشفى اختبأت إحدى الطبيبات وكانت حبلى وكانت تبكي وتفكر كيف يمكنها أن تأتي بإبنها إلى الدنيا في هذه الظروف ، ولكن مرت بها دكتورة أخرى " حماتها " وأخبرتها بقصة من ماضيها مفادها أن الشر موجود في هذه العالم و لكن يجب أن لا نخاف ونجابهه ونربي أبناءنا بالطريقة الصحيحة ..

الان سأنام - بشعور قد يبدو متبلداً ..

هذيان اخير :
الحقيقة المرة وإن حاولت إنكارها أنني سأنسى وستنسون - لأن هذه طبيعة بشرية ونعمة إلهية ولأن لا أحد يحب الحزن والأخبار السيئة - ولكننا نكتب لكي لا ننسى ، لكي نتذكر أن الشر موجود ولا بد أن نصمد ونجابه .. بالحزن تارة ، بالدعاء ، بالحب وبالخير دائما ..

وكل عام وانتم بخير ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق