الاثنين، 24 سبتمبر 2012

السودان ...الذي لا أعرف !

في بادئ الحكاية ..
وبعد أن رزقني الله صرختي الأولى ولأتجاوز الظلمات الثلاث ولأولد في أرض ٍ أخرى وأترعرع فيها لتتنازعني فيما بعد المشاعر وتبدو مشتتة بين هذه الأرض التي ولدت فيها .. وأخرى نسبت إليها " هي السودان " ...
عندما كنت طفلة لم يكن هذا الموضوع يشغل تفكيري أو يؤرق مشاعري كنت فقط مستمتعة بالسفر والتنقل بين هنا وهناكـ ...
كنت أستمتع بحكايا الثورات والبطولات والرؤية الأفضل للسودان .. كبرت وحلمت بذلك ...ولكن ..
,
في لحظة ما ..
وبعد مرور أكثر من عشرون عاما - أقل أو أكثر من ذلك لست متاكدة بالتحديد متى - كبرت ولكن لم يتحقق الحلم حلم سودانٍ أفضل ..
حلم حكومة الانقاذ - اسم على غير مسمى - من ماذا أنقذونا بالضبط ونحن ما زلنا نتقدم الى الخلف .. لم يتحقق الحلم وربما تحول الى كابوس ..

السودان ..كما أعرف ..
1985  ,,, قبل ولادتي بعامين ,,كانت هذه الثورة الثالثة التي قام بها السودانيين ..وليأتو بهذه الحكومة الحالية !! مع العلم انها لم تقم هكذا فجأة وانما بدأت بمظاهرات على سنوات متعددة قبل ذلك !
وقد سبقتها ثورة اكتوبر 1964 ... وقبلها كان استقلال السودان ..
هذا فيما يختص بالتاريخ البسيط الذي أعرفه - وأفخر به - ..
كنت أسمع من أهلي عن مجانية التعليم !!
كنت أسمع من أهلي عن الجيران وقوة اختلاطهم ببعضهم - وقد عايشت هذا الموضوع لفترة بسيطة جدا لا ادري ماذا حدث بعد ذلك - !!
كنت أسمع اننا من أكبر الدول العربية والافريقية كذلك ومساحتنا تبلغ مليون ميل مربع ..!! ثم حدث ما حدث وانقسم السودان !!
كنت اسمع الكثير والكثير ما اذكره وما لا أذكره ..كنا نحلم بالكثير والكثير .. والآن لا نكاد نحلم بتوفير اللقمة المناسبة !

الآن لا اكاد ألمس هذه الأشياء ..
ولا أخفيكم سرا اني مع ظاهرة الربيع العربي كنت أتوقع ان نكون في الطليعه وان نتحرر من هذا النظام الذي يؤخرنا
ولكن يبدو أنه أثر على الواقع السوداني بشكل سيحتاج معه إلى الكثير والكثير من العمل لنشر الوعي أولا ..ثم القيام باسقاطه ثانيا ..
هذا اذا لم يسقط لوحده !

هذيان آخير : هنا لست متشاءمة بقدر ما أنا مندهشة ..ربما لأنني أطمح لشيء أكبر ولا اجد هذا في شيء ملموس - سوى بعض التظاهرات التي شهدتها وكانت تزيد من حماسنا ثم تخبو فيما بعد - وعلى كل حال يبقى الوطن جميلا بأهله =)

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

Twitter تجربة سنة ... ولحظة تغير !


منذ سنة قررت التسجيل في تويتر ...
لم يكن بناء على نصيحة ما .. إنما كنت مهووسة بالتسجيل في مواقع الكترونية كثيرة - الفضاوة وما تفعل - 
منها الاسك والفورم سبرنق والخ... 
دخلت ولم أفهم شيئا وفيما اذكر كتبت تغريدة بما معناه " يلا نشوف حاصل في العالم ايه " باللغة الانجليزية 
معتقدة ان العالم كله سيرى ما كتبت ,, مضى شهر ونسيت انني سجلت ثم مصادفة كنت اتسامر مع ابنة خالي 
وجا الحديث عنه وحمستني وكذلك في تلك الفترة كان يعرض برنامج " America Got Talent " وكانو يقولو تويتر 
- وانا موش فاهمة الطبخة - فقررت ادخل مرة اخرى وكتبت " دفعني الفضول للمشاركة اكثر في تويتر " برضو باللغة الانجليزية 
ومن ثم صادف أني وجدت واحدة من أعز الصديقات من أيام مدرستي الابتدائية واندمجت في تويتر وبديت أتابع 
وأكتب وشوية وشوية الناس تتابعني ... 
المهم لنترك هذه المقدمة قليلا ولنتحدث عن ما هو أهم .. 
بعد مرور سنة ...
هل كان تويتر نقطة تغير بالنسبة لي ؟؟
إن نعم فكيف كان التغيير ؟؟ 
وكأي شيء في هذه الحياة له سيئات وحسنات ...

تويتر ذكرني بأشياء كثيرة أحبها كنت قد بدأت تناسيها مع صخب الحياة 
جعلني أفكر أكثر ,, أبحث أكثر ... والأهم أن لا أصدق كل ما يقال ...
وجدت هنا أفكارا مشتركة ... افكارا تناقضني ولكنها تدفعني للتفكير والبحث ..
وجدت هنا أصدقاءا يحمسون للقراءة ...يدفعون للتساءل ..يبحثون عن أجوبة ..
كنت أود ترشيح بعض الحسابات هنا ...إلا اني عدلت عن هذه الفكرة لأني حتما سأنسى أحدهم فلقد استفدت من الكثير وألهمني الكثيرون وربما دون أن يدرون ...
أكثر ما افتقده هو حديثي عن المواضيع الطبية وأتمنى العودة لها قريبا ولكني اشعر اني بحاجة للاندماج في الطب أكثر ... 
تويتر يختلف يوميا .. وبالتاكيد تعاملي معه منذ البداية يختلف عن الحاضر وسيختلف كذلك في المستقبل ..
وما زال هناك الكثير للتغيير والكثير لاكتشافه داخل وخارج تويتر ..
وحتى إن لم يكن نقطة تغير ..فهو يساعدني على البوح بمكنونات القلب بصورة مباشرة وغير مباشرة ..
ويبقى التساؤل : إلى أي درجة أنا أمثل نفسي وأطلقها هنا ! وإلى أي درجة أدمنته ! 

لن أتحدث عن السيئات فهي تختلف من فترة لأخرى ...باختلاف المواضيع الدائرة في الساحة ! 

هذيان أخير : 
لا تدور تجربتي حول الفائدة فقط ... وإنما في المتعة والتواصل مع نفسي ومع الآخرين ... 

الأحد، 9 سبتمبر 2012

فضفضة/هاجس : ما بعد تخرجي من كلية الطب !


لست أدري من أين ابدأ ،،!
من لحظتي الحالية أم لحظةٍ سابقةٍ بتسعة أشهر ( هي لحظة تخرجي )،، أم  ست سنوات ( هي لحظة دخولي الجامعة ) أم ما قبل ذلك ( حلم طفولتي )،،!
6 سنوات هي نقطة تحولي من طالبة مدرسية إلى طالبة جامعية بكلية الطب (بجامعة الخرطوم)،،!
6 سنوات مضت سريعاً أسرع مما كنت أتصور ،،رغم بطء بعض السنوات بها - ربما لضغوط الدراسة -  ،،!
لتأتي لحظة تخرجي وليتحول جزء من حلمي إلى حقيقة ...
وأقول هاهنا جزء لأنه فعلا جزء أو لأكون أكثر دقة " خطوة من ألف ميل ليكتمل الحلم الأكبر" ،،!
حلمٌ بأن اصبح طبيبة متميزة في المجال الذي سأختارهـ " حلمي فيما مضى كان أن أغدو جراحة ولكني لم اعد متأكدة " ،،!
 وهنا يبدأ الهاجس ،،هاجس اختيار التخصص ،،فأي مسار سوف اختار؟؟ ولا يكفي ان يكون هاجسا واحدا بل تلازمه عدة هواجس ،، منها المسؤولية والوظيفة والامتحانات للتخصص والزواج وظروف لا يعلم بها إلا الله ..
وبين كل هذا وذاك فالطرق كثيرة فأحدهم يسلك البورد الامريكي ..واخرون البريطاني ..وقلة الكندي والاسترالي والبعض الى دول الخليج وبعضهم لزم مكانه - في بلادنا المحروسة - التي لا تسهل لنا أي طريق وتعطلنا بشتى الطرق -وكأن ست سنوات ليست كافية - وطرق أخرى لم أسمع عنها ،،! 
 ولكن .. سأعتبر نفسي محظوظة ولو قليلا لتوفر بعض الظروف ولتوفر قليلاً من الارشاد من أناس هنا وهناك وإن كانت اشارات ضئيلة الا انني آمل ان تزداد وضوحا .. ولا أنسى تشجيع أمي - حفظها الله - الدائم لي بأن اتفاءل وأن الطب كدا عايز طولة بال ولسة المشوار طويل ..!
ولكم أتمنى في مثل تلك اللحظات - التي تتدافع كل تلك الهواجس فيها -  لو كانت حكومتنا تساعدنا فمثلا تهيء لنا دورات للتعرف على التخصصات الطبية المختلفة أو تسهيلا لبعثات خارجية وربما سابالغ ان قلت أو لتتكفل ايضا بمصاريف بعثتنا كاملة ولكن حتى أول الدفعة - في جامعتنا التي تعتبر من افضل الجامعات في البلد - لا أظنه ينال شيئا سوى بضع ألقاب وفتات من المال - ولكن يكفيه فخرا أنه الأول - ..!
ويزيد الوضع سوءا انها لا تبدو حتى مستعدة في ابسط شيء وهو تدريبنا بعد التخرج - فيما يعرف بسنة الامتياز - فيارب أعني وأعن زملائي على الصبر وسهل لنا الطريق ..

** لست هنا  متشائمة إنما هو نوع من  الفضفضة أو الحيرة وأحببت أن تشاركوني فيها .. 

هذيان أخير : 
سأقول لنفسي دائما وأشجعها - وإن نسيت فذكروني - : مع كل عقبة سأجدها في طريقي سيقابلها مزيد من الاصرار على تجاوزها ..


الأحد، 2 سبتمبر 2012

فوبيا الكتابة !

بين فينة وأخرى أصرخ " جف القلم " فهل من خلطة سحرية لإعادة تعبئته ،،!
بين فينة وأخرى أحتاج لإلهام جديد وأبحث عنه هنا وهناك ،، وأصبح شبه خائفة أن تكون قريحتي الكتابية - هذا إن كانت موجودة بالفعل - توقفت عن العمل،،!
وفي أحيان أُخَرْ تُزاحمني الأفكار وتتقاتل لتخرج ولا أدري كيف أترجمها في الورق جميعاً في آنٍ واحد ،،!
وأصاب بحيرة هل أكتب كل ما يخطر في بالي ثم أنقحه ؟! - وهو ما اقوم به مؤخرا - ،،!

وكل هذا يمكنني أن أقول عنه " فوبيا الكتابة " ،،!
والذي بات يراودني في كل مرة أمسك بها قلما لأكتب وتبدا العديد من التساؤلات - التي ربما تجعلني أترك القلم أو أمزق الورقة - وخاصة عندما أقرأ ما يكتبه غيري وأود لو أني استطيع الوصول إلى ذلك بسرعة البرق - وتوسوس لي نفسي الامارة بالسوء " هذا إن استطعتي الوصول " - ولكني مع ذلك أحاول جاهدة أن اتجاوز كل هذا وأن أقرأ المزيد لعل وعسى أن تتحقق أمنيتي وأتمتع بقلم ساحر يأسر قلب كل من يقرأ لي ،،!

ومع كل هذا الخوف يراودني ذلك السؤال " هل هناك هدف ما من وراء الكتابة ؟ "
لتأتي الاجابة على شكل أسئلةٍ أيضاً !!
هل ينبغى أن أكتب لهدف ما !
ألا يكفي أن أرغب في أمر ما وبشدة لأحققه !
ألا يكفي أن أكتب لمجرد الكتابة !
وفكرت قليلا ...
لأجد أنه لا مجال للمقارنة بين الكتابه لهدف أو بدونه فكليهما يخدم أغراضه بطريقته الخاصة ..
وربما يستغرب البعض مثل هذا السؤال وهذه الفوبيا ,,
فالكتابة لهم هي الحياة .. هي نفَسَهم ... هي نبضُهم ..

واسيني الأعرج : "الكتابة .. لاشيء سوى رعشة الألم الخفية " وكذلك كتب : " عندما ننكسر , الشيء الوحيد الذي يجعلنا نجبر الكسور هو الكتابة "
~ رضوى عاشور : " أكتب ..لأنني أحب الكتابة و أحب الكتابة.. لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني و تُخيفني .. و أنا مولعة بهـا. "
~ أحلام مستغانمي : " هل الورق مطفأة للذاكرة ؟ "
~ يوسف زيدان : " من يكتب لن يموت أبداَ " 
~ فرانز كافكا : " الكتابة شكلٌ من أشكال الصلاة "

والاقتباسات قد تطول في اراء مشهورين وغير مشهورين وكل ما يجمعهم هو حبٌ للكتابة ..

هذيان أخير : 
 سأكتب وأكتب بهدف أو دون هدف طالما أن ذلك يشعرني بالراحة ~